(1894- 1961) لويس فرديناند سيلين. هو كاتب وطبيبٌ فرنسيٌّ. كان اسمه الأصلي ديتوش، لكنه حين صار كاتِبًا استعار اسم سيلين من إحدى قريباته ليجعله اسمَه الأدبيَّ، ويُعتَبر واحِدًا من أكثر الكُتَّاب تأثيرًا في القرن العشرين، ومطوِّر نَمَطٍ جديد من الكتابة. إنه لا يزال شخصيَّةً مُثيرةً للجدل بسبب سُخريَّته المُعادية للسَّامِيَّة،ودعمه لفيشي فرنسا خلال الحرب العالمية الثانية. صدرت ترجمة روايته "رحلة إلي آخر الليل" عن مركز المحروسة.
اعتَدتُ، بَلْ وكُنتُ أَميلُ إلى هَذِه الملاحَظات المتعَمِّقَة والمدَقِّقَة. عِندما تَتَوقَّف مَثَلًا عند الطريقة التي تَتكوَّنُ وتَنطَلِقُ بها الكَلِماتُ لا تَصمدُ عِباراتُنا كثيرًا أمامَ كارِثَةِ إطارِها المطموسِ. إنَّ المجهودَ الميكانيكيَّ الَّذي نَبذُلُه في الحَديثِ أَكثَرَ تَعقيدًا ومَشَقَّةً من التَّبَرُّز. الفَمُ، تِلكَ الفَتحَةُ الأُنبوبيَّةُ من اللَّحمِ المتَوَرِّمِ، الَّتي تَتَشنَّجُ عِندَ الصَّفيرِ، يَشهَقُ، يُكابِدُ، ويُطلِقُ كُلَّ أنواعِ الأَصواتِ اللَّزِجَة عَبرَ هذا الحاجِزِ العَفِنِ من الأَسنانِ المنخورَةِ، أيُّ عِقابٍ هذا؟ ومَعَ هذا نَلتَزِمُ باتِّخاذِهِ مَثَلًا أَعلى. أَمرٌ صَعبٌ. وبِما أَنَّنا لَسنا سِوى أَسْيِجَةٍ تَحوطُ أحشاءً دافِئَةً لَم تَتَحلَّلْ جَيِّدًا فسوفَ نُواجِهُ دائِمًا صُعوباتٍ مع المشاعِرِ. أمْرٌ بَسيطٌ أنْ يَكونَ المرءُ عاشِقًا، الصَّعبُ هو البَقاءُ مَعًا. إنَّ القَذارَةَ لا تَسعى إلى البَقاءِ ولا إلى التَّكاثُرِ. هُنا، حَولَ هَذِهِ النُّقطَةِ، نَحنُ أَتعَسُ مِنَ الغائِطِ، هذا السُّعارُ الَّذي يَجِبُ أنْ نُحافِظَ عَلَيه في حالَتِنا يُمثِّلُ عَذابًا يَفوقُ الخَيالَ.